الاثنين 25-1-2021.
القراءة الكتابية اليومية: سفر التكوين الإصحاحان 49و50. وإنجيل متى 25.
تأمل من تكوين 15:50-21.
بعد أن مات يعقوب، توقع أخوة يوسف أنه سوف ينتقم منهم. فهل من الممكن أن يغفر يوسف لأخوته الذين باعوه كعبد؟ اندهشوا أخوة يوسف لأنه لم يسامحهم فقط بل غفر لهم غفران كامل ووعدهم أنه سوفه يهتم بهم وبعائلاتهم. كان غفران يوسف لأخوته غفران كامل. حتى لما تآمر أخواته الأقوياء على أذيته رأى يوسف أن الله يخرج الخير من هذه الاذية والاعتداء. خبرة يوسف بالإيمان علّمته أن وسط مؤامرات الناس الشريرة، الله يصنع الخير. علمته خبرته أن الله يخرج الخير بوسط الشر للذين يتكلون عليه. غفران يوسف لأخواته رغم كل ما فعلوه به، يبين لنا كيف يقبلنا الله في نعمته رغم عدم استحقاقنا. وكما أن الله يغفر لنا ونحن غير مستحقين يدفعنا لكي نغفر لغيرنا.
بعض الأحيان نحتاج نحن المؤمنين بالمسيح لترويض روحي خصوصًا بمسائلة الغفران. نحن الذين تربينا في بيئة الشرق الأوسط تعلمنا عدم الغفران أكثر من غيرنا. حتى بعد أن تغيرت حياتنا بالتجديد والخلاص بدم يسوع المسيح، جلبنا عدم الغفران معنا. وما زلنا نصارع في أحيان كثيرة من مشاكل عدم الغفران. في بداية مغامرة الإيمان سمعت أحد الخدام يهدد خادماً آخر أنه سوف ينتقم منه، وبعد أن تربيت بالنعمة وأصبحت خادم للمسيح سمعت وتعرفت على كثير من المؤمنين والخدام الذين لا يتمتعون بروح الغفران. حتى أنا شخصيًا كنت في فترة من مسيرة الإيمان لا اغفر، وعدم الغفران جلب لي القلق وعدم الراحة والضغينة وعدم المحبة وعدم النمو بالنعمة. لكن اشكر الله الذي كللني بنعمته الفائضة ومنحني روح الغفران. بالحقيقة إذا لن نتعلم الغفران لن ننمو بالإيمان ولن نشابه صورة رب المجد يسوع المسيح. لذلك نحتاج أن نفحص قلوبنا على ضوء كلمة الله سواء كنا خدام او غير خدام ونسأل أنفسنا هذه الأسئلة:
هل نتكل على الله ونصبر لدرجة حتى يخرج الخير من الشر الذي يفعله البعض لنا؟
هل نستطيع أن نتكل على الله كما فعل يوسف؟
هل نثق بغفران الله لنا ونستطيع أن نغفر لغيرنا؟
هل روح عدم الغفران يسيطر علينا؟
مقولات عن الغفران:
(يا لُه من قانون صعب، ذلك الذي يقول إننا لا يمكن أن نشفى من جراحنا النفسية العميقة ما لم نغفر.
Alan Paton)
(إن الغفران ليس تصرفاً عرضياً، لكنه موقف دائمي. Martin Luther King)
لاي طلبة صلاة او مشورة روحية لا تتردد بالتواصل مع القس: ندى الله الرجو.

Comentarios