الأربعاء 20-1-2021
القراءة الكتابية اليومية، سفر التكوين الإصحاحان 39و40. وإنجيل متى الإصحاح 20.
تأمل من: سفر التكوين 8:39-12.
قبل التأمل نحتاج بعض الملاحظة بهذه الاعداد القليلة الغنية روحياً.
8: تمنع يوسف عن الخطية، هذا التمنع هو تصميم قلبي وأمانة لله أولاً، ثم لسيده الذي ائتمنه على كل شيء. يعلمنا هنا الأمانة لله ربنا وخالقنا ثم لمن يأتمنوننا سواء في العمل او جيران او أصدقاء .... الخ.
9: من أجمل ما قال يوسف" فَكَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟" أي الذي تطلبيه مني يسيء لله قبل صاحب العمل. الذي تطلبيه غير مشرع دينياً وأخلاقياً. وأكثر من هذا فهو خطية وتعدي على الله. ويكلمنا يوحنا الرسول بعد سنين يشرح ما قاله يوسف" كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضًا. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي." 1يوحنا4:3.
10: " وَكَانَ إِذْ كَلَّمَتْ يُوسُفَ يَوْمًا فَيَوْمًا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ لَهَا أَنْ يَضْطَجعَ بِجَانِبِهَا لِيَكُونَ مَعَهَا." هذا العدد يوضح لنا شدة جهاد يوسف ومحاربته للتجربة وللخطية وعفة قلبه. جاهد يوسف كي لا يخطئ إلى الله كي لا يتعدى على الله، فالتعدي هو عدم الخضوع لله ورفض الله.
12: " فَتَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ." الهروب عادة كلمة تشير إلى الخوف.. والضعف.. والجبن، وهي صفات لا يحب الشخص أن تنسب إليه وخاصة الشباب لآن "فخر الشبان قوتهم" (أم 20: 29) بل إن كلمة الله ملآنة بالتحريض على مواجهة العدو "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع 4: 7) ودخول المعارك الروحية بإيمان "إذ أسلحة محاربتنا... قادرة بالله على هدم حصون" (2 كو 10: 4). وتوجد في كلمة الله أمثلة كثيرة عن رجال الله الذين واجهوا الأعداء، التحديات، الموت بكل شجاعة وقوة وإيمان (عب 11: 32-39).
لكن، هناك بعض الخطايا لا يتطلب منا مواجهتها أو مقاومتها بل الهروب والبعد عنها لأنه من الخطر أن نقترب منها أو نتلامس معها فنقع في شباكها كما تقع الفريسة في شباك الصياد، في هذه الحالة المقاومة لا تفيد شيئاً. والهروب في مثل هذه المواقف لا يعني الجبن أو الضعف، فنرى يوسف وقد هرب من إغراءات الخطية ليحفظ نفسه طاهراً ومقدساً للرب.
وتذكر لنا كلمة الله خمسة من هذه الأمور التي يجب أن نهرب منها وبكل جدية مثل:
1-الزنا "اهربوا من الزنا" (1كو 6: 18)
2-محبة المال "لأن محبة المال أصل كل الشرور.. وأما أنت يا إنسان الله فأهرب من هذا وأتبع البر والتقوى والإيمان.." (1تي 6: 10، 11)
3-الشهوات الشبابية "أما الشهوات الشبابية فاهرب منها واتبع البر والإيمان والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي" (2 تي 2: 22)
4-عبادة الأوثان "لذلك يا أحبائي اهربوا من عبادة الأوثان" (1كو 10: 14)
5-وأخيرا الفساد الذي في العالم "هاربين من الفساد الذي في العالم" (2 بط 1: 4)
فشلت امرأة فوطيفار في إغواء يوسف الذي قاوم هذه التجربة قائلاً: «كيف أقترف هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟» فلم يقل يوسف لسيدته: «إن في هذا أذية لك!» أو «إنني أخطئ ضد فوطيفار»، أو «أخطئ إلى نفسي». فتحت الضغوط يسهل علينا تقديم مثل هذه الأعذار والتبريرات. تجنب يوسف امرأة فوطيفار بقدر ما استطاع، ورفض عروضها، وأخيراً هرب منها. وأحياناً يكون مجرد محاولة تجنب التجربة غير كافٍ، بل يجب أن نحاول ونهرب، وبخاصة عندما تكون التجارب أقوى منا.
تحثنا كلمة الله على الهروب فلا يسعني الا أن أقول، مهما يقدم لك العالم على طبق من ذهب أهرب لأجل حياتك.
لاي طلبة صلاة او مشورة روحية لا تتردد بالتواصل مع القس ندى الله الرجو.
Comments