الثلاثاء 12-1-2021. القراءة الكتابية اليومية. سفر التكوين الإصحاحان23و24. وإنجيل متى الإصحاح12. تأمل من إنجيل متى 22:12-23. عندما شفى يسوع مجنونًا أعمى وأخرس، ابتدأ عامة الناس يفكّرون جديًّا أنه يمكن أن يكون هو ابن داود، مسيح الأمَّة، وهذا ما أغضب الفريسيين. ولما كانوا الفريسيين غير قادرين على احتمال أي تفكير متعاطف مع يسوع، انفجروا يتّهمونه بأن المعجزة قد صنِعَت بقوة بعلزبول، رئيس الشياطين. رأينا المسيح وهو يمارس سلطانه على الأمراض والأرواح الشرّيرة بغير مقاومة تذكر. لكنّ المقاومة برزت فقط عند مقابلته للناس، رجالاً ونساءً، هذا الرفض البشري للمعجزة يبين أن الناس كان لديهم أزمة أن يعترفوا بملكهم. فعندما رأى الرب يسوع هذه الأزمة في قلوب الناس قرر أن يريهم سلطانه ليس على الأرواح النجسة فقط بل ليقدم نفسه كملك روحي له سلطان على شفاء الجسد كما فعل سابقاً مع الأبرص و حماة بطرس وغيرهم من جموع كثيرة كانت تطلب الشفاء الجسدي. فبعد أن بدت الصورة واضحة للشعب أن يسوع لديه سلطان على الجسد والروح قالوا لبعضهم البعض «ألعل هذا هو ابن داود» لقد رأوا في الأعجوبة دليلاً على أن يسوع كان من سلسلة نسب داود وقد جاء ليفتدي إسرائيل. لكن الفريسيين أسكتوهم بقولهم: "«هَذَا لاَ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ إِلاَّ بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ»". كانت هذه هي المرة الثانية التي يتهمونه هكذا. كان من الواضح الآن أنه لم يكن هناك احتمال لأن يتوبوا: فهؤلاء القادة الدينيين كانوا عازمين على إهلاك ذاك الذي أعلنه الناس لتوهم على أنه "ابن داود". من هذا المشهد يظهر لي نوعان من الإيمان هما:
1 – الإيمان البسيط للناس و إعلان يسوع ملك من نسب داود، وكانوا يعرفون أن المسيا سوف يأتي من نسل داود، بكلمة ثانية اعترفوا بملك يسوع أنه اتى لكي يفتدي إسرائيل.
2 – الإيمان المتدين والذي يمتاز بقسوة القلب وعدم الإيمان البسيط. فهذا النوع دائما يريد أمر من رجال الدين الذين هم اعلى سلطة لكي يقبل ما يرى. فهذا إيمان جسدي وليس قلبي.
بالحقيقة نحن المؤمنين نكون أكثر الاوقات كما كانوا هولاء الناس في هذا المشهد. أوقات كثيرة نكون مؤمنين دينيين وليس مؤمنين روحيين. طالما سمعت من كثيرين اريد دراسة اعمق لكي افهم الكتاب، اريد شيء يغذي المنطق و العقل البشري، اريد شيء استطيع فهمه على مستوى دراستي، أريد دراسات لاهوتية تغذيني. ويعتقدون أن حياة الإيمان تمتاز بالاهوت وليس بالخضوع القلبي ، وهذا النوع دائمًا يبقى في صراع بين سلوك الإيمان والعيش في العالم . اما النوع الثاني المحبب لقلبي هو الإيمان البسيطـ الخاضع قلبياً للرب، هكذا تقول كلمة الله فيجب أن اطيع حتى لو لم استطع الفهم الآن. هذا النوع قد أيقن بداخله أنه يريد مخلص يفوق العقل البشري، وهذا هو سيدي يسوع يفوق العقل البشري لأنه إله وإنسان أي عكس المنطق وعكس العلم.
نحتاج اليوم أن نفحص أنفسنا، أي نوع من الإيمان نمتلك؟ وهل نحن على استعداد للخضوع لسطان يسوع، أما نحن نسلك كفريسيين؟
Comments