الجمعة 15-1-2021.
القراءة الكتابية اليومية. سفر التكوين الإصحاحان 29و30. وإنجيل متى إصحاح15.
تأمل من. متى 21:15-28.
تقدمت امرأة كنعانيّة وطلبت من الرب أن يشفي ابنتها التي كانت مسكونة بروح شرير، المرأة هي من نسل الكنعانيين. كانت أمميّة، فلم تكن تتمتع بالامتيازات التي كانت لشعب الله المختار أرضيًّا، بل كانت غريبة وبلا رجاء. وبحسب مركزها هذا، لم يكن لها أي حق في الاقتراب إلى الله أو مسيحه. وفي حديثها مع الرب يسوع، خاطبته قائلة: «يا سيّد يا ابن داود»، معطية إياه اللقب الذي استخدمه اليهود في حديثهم عن المسيَّا. ومع أنّ يسوع كان ابن داود، فإن الأممي لم يكن له حقّ الاقتراب منه على هذا الأساس. ولذلك لم يجبها في بادئ الأمر. فتقدّم تلاميذه وطلبوا إليه أن يصرفها، لأنها كانت بالنسبة إليهم مصدر إزعاج. أما بالنسبة إليه، فقد كانت مثلاً حيًّا للإيمان، وإناءً تتألّق فيه نعمة المسيح. لكن كان عليه أولاً أن يختبر إيمانها. لقد ذكّرها الرب بأنّه أُرسل إلى خراف بيت إسرائيل الضالة، وليس إلى الأمم، وبالتأكيد ليس إلى الكنعانيين. فكانت منزعجة من رفضه الواضح. وإذ تركت لقب ابن داود جانبًا جاءت وسجدت له قائلة، «يا سيّد أعنّي». فعندما لم تستطيع أن تأتي إليه كيهودية آتية إلى مسيّاها، أتت إليه كمخلوقة تتوجّه إلى خالقها. ولكي يمتحن الرب يسوع عمق إيمان المرأة، قال لها: «ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب». وإن كان هذا يبدو مزعجًا ومؤلمًا بالنسبة لنا، فعلينا أن نتذكّر أنّه كان مثل مشرط الجرّاح الذي لم يكن يقصد منه الأذى بل الشفاء. فقد كانت المرأة أمميّة، وكان اليهود ينظرون إلى الأمم كالكلاب التي تطوف الشوارع من أجل فضلات الطعام. ومع ذلك فإنّ يسوع استعمل كلمةً تستخدم ومعروفة للمجتمع. ويأتي السؤال هنا: هل كانت تعترف هذه المرأة بعدم استحقاقها لنوال أبسط المراحم؟
كان جوابها عظيمًا، فلقد وافقت على وصفه لها تمامًا. وإذ أخذت مكان الأمميّة غير المستحقّة، ألقت بنفسها على رحمته ومحبّته ونعمته. وكأنها قالت له (أنت على حق، فأنا واحدة من تلك الكلاب الصغيرة تحت المائدة. ولكنّي ألاحظ أنّ الفتات يسقط أحيانًا من على المائدة إلى الأرض. أ فلا تسمح لي بأن آخذ من هذا الفتات المتساقط. أنا لست مستحقّة لأن تشفي ابنتي، ولكنّي أطلب إليك أن تفعل ذلك لواحدة من خلائقك غير المستحقين). فمدحها يسوع من أجل إيمانها العظيم. وبينما لا نجد عند الأولاد جوعًا للخبز لعدم إيمانهم، نرى هنا امرأة معترفة بأنّها من الكلاب تصرخ طالبة إياه. ولقد كافأ الرب إيمانها، فشُفيت ابنتها في الحال.
بالحقيقة إيمان هذه المرأة يجعلني أفكر بإيماني وإيمان أحباء كثيرين لديهم خبز الحياة لكن يتظاهرون بعدم الجوع، بينما أناس آخرين يتضورون جوعاً لهذه النعمة الفائضة.
بينما نحن نتمتع بنعمة الخلاص ولا نطيع وصايا الله، هنالك من يتشوق لكي يخلُص.
بينما كل منا يمتلك أكثر من كتاب مقدس، هنالك من يقتلون بسبب امتلاكهم صفحات قليلة من الكتاب المقدس.
بينما نحن لدينا الله الحي ونبتعد بل نتهرب من عبادته، هنالك من يعبدون الهة وثنية يتمنون ان تسمع لهم.
بالنسبة لي أحتاج أن أضع إيماني تحت مجهر الروح القدس وأفحص تقديري للنعمة التي لا استحقها.
ماذا عنك؟
Comments