الجمعة 22-1-2021.
القراءة الكتابية اليومية. سفر التكوين الإصحاحان 43و44. وإنجيل متى إصحاح 22.
تأمل من: إنجيل متى 15:22-22.
كان الفريسيون جماعة دينية تقاوم الاحتلال الروماني لفلسطين، وكان الهيرودسيون حزباً يهودياً سياسياً يؤيد هيرودس أنتيباس والحكم الروماني. ومنطقياً كان الحزبان عدوين لدودين ولكننا نراهما هنا يتحدان ضد الرب يسوع. فسأله رجال من الحزبين سؤالاً عن دفع الجزية للرومان، واثقين أنهم بذلك يضعونه في مأزق. فلو قال الرب يسوع إنه يجوز إعطاء الجزية لقيصر، لقال الفريسيون إنه يقاوم الله الملك الوحيد الذي به يعترفون، ولو قال إن لم تدفع الجزية، لسلمه الهيرودسيون لهيرودس بتهمة العصيان. ولم يكن ما يحرك الفريسيين هو محبتهم لشرائع الله، كما لم يكن ما يحرك الهيرودسيين محبتهم للعدالة الرومانية. وهكذا كشفت إجابة الرب يسوع دوافعهم الشريرة وأربكتهم. إن تصوري لعبارة " أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ " لا يعني اتخاذ موقف مناقض للقيم الروحية. فالمسيح كما نرى، حثّ الناس على القيام بمسؤولياتهم تجاه دولتهم وشعوبهم بشرط ألا تتناقض هذه المسؤوليات مع القيم الروحية. فنرى هنا حكمة المسيح. من جهة علمهم أنهُ يجب الاهتمام بالدولة ودفع الجزية او الضريبة لأنها لخير البلاد ولازدهار المجتمع وان عليهم حق تجاه مجتمعاتهم ودولتهم بغض النظر أذ كانت احتلال روماني او لا. ومن جهة ثانية لم يستطيعوا الايقاع بيسوع وادانته. وبكلمة أخرى قال الرب يسوع لهم أن الذي يحمل صورة الإمبراطور فيعطى للإمبراطور او القيصر آنذاك، اما الذي يحمل صورة الله اي حياتنا لأننا مخلوقين على صورته ومثاله، فهو ملك لله. فهل تعطي لله كل ما هو حق له؟ هل نعطي لله ما هو على صورته؟
الشعب آنذاك كانوا يدفعون لقيصر ما يجب، لكنّهم كانوا يتجاهلون مطالب الله في حياتهم.
هل نعطي الله ما هو على صورته ومثاله؟
هل نطيع كل ما هو حق؟
هل نحن مثل الشعب القديم نتجاهل مطالب الله في حياتنا، بينما نطيع أمور أرضية؟
لأي طلبة صلاة او مشورة روحية لا تتردد بالتواصل مع القس ندى الله الرجو.
Comments