عندما نقرأ ( تكوين 6 ) و نلاحظ شخصية نوح الرائعة و التي من أهم شخصيات الكتاب المقدس . سوف نلاحظ أنه رجل إيمان .أحبتي أن الناس في أيام نوح بقرار شخصي قرروا أن لا يدخلون فلك النجاة . و بقرار شخصي قرروا لا يسمعون لكرازة نوح و بقرار شخصي لا يريدون أن يغيروا اسلوب حياتهم . و اما نوح في وسطهم بقرار شخصي قرر أن يؤمن بالله و يتكل على الله و يثق با لله . وبقرار شخصي قرر أن يطيع الرب من كل قلبه . و يعيش حسب الإيمان . رغم أن شر الناس كثر حسب تكوين 5:6 . و افكار قلوبهم مليئ بالشر كل يوم . إلا أن نوح ما قال ( حط راسك بين الروس و قول يا قطاع الروس ) بل بقرار شخصي أختار "إنما أنا و بيتي فنعبد الرب" . أما أنا و بيتي قدساً للرب . سوف نطيع الرب من قلوبنا و نتبع كلام الله لنا و نطبقه رغم انه ضد المنطق بالنسبة للعالم . لذالك كمؤمنين نحتاج أن نتعلم دروس من حياة نوح رجل الإيمان و هذا سوف نجده في . رسالة العبرانيين 7:11 . نجد هنا 6 دروس يجب أن نتعلمها .
"بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكاً لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثاً لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ" (عبرانيين 11: 7). سوف نقسم إيمان نوح من هذه الآية إلى 6 نقاط و كل نقطة سوف تعطينا توضيح اعمق عن مدى إيمان نوح .
1 – أساس إيمان نوح : " بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ" الله تكلم مع نوح و حذره ان الطوفان سوف ياتي . بالمنطق مستحيل يصير طوفان . لأنه كارثة عالمية و صعب تصير بهذا الحجم و ما يتصدق نوعاً ما . لكن بالإيمان صدق نوح يلي قاله الله . الإيمان الحقيقي لا يحتاج أي علامات او أي دليل إضافي او أي صوت او حتى رؤيا او حلم او أي اكتشاف او بحث علمي . الإيمان هو ان اقبل كلمة الله لأن الله قالها " "وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى" عبراننين 1:11. أي ان الإيمان مبني على الثقة و تصديق عطية الله و تصديق كلمة الله .
2 – طبيعة إيمان نوح : "بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ " يقصد هنا عن الطوفان لم يرى بعد و انه سوف يغطي الأرض و العالم كله . عندما تكلم الله مع نوح لم يكن اتى المطر بعد على الأرض . كان يطلع الضباب كل صباح و الرطوبة تسقي كل شيء يحتاج لماء . لم يكن احد راى المطر قبل الطوفان . لكن نوح صدق الله و وثق بالله حتى لو انه لم يرى بعد . وثق بالله عندما حذره عن " أمور لم ترى بعد" هذا هو الإيمان و اليقين الذي طبيعته و أساسه الثقة بالله . لذالك أحبتي نحتاج أن نتعلم الإيمان و الثقة لأن الكتاب يقول" وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ" (عبرانيين 11: 6).
3 – دافع إيمان نوح : "بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ،" خاف لا يعني خوف المرؤس من رئيسه ، بل "مخافة" مخافة الإبن الذي لا يحب أن يغضب والده الغالي المحبوب . كان في قلب نوح مخافة الله لذالك لما اوحي إليه عمل الفلك لأن عنده مخافة الله و يريد ان يطيع الله من كل قلبه . ( مخافة الله هي التي تدفعنا لكي نكون صورة عن يسوع المسيح ) هل لدينا مخافة الله في قلوبنا ؟
4 –ثمار إيمان نوح : "بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكاً " إيمان نوح أثمر عمل وهو بناء الفلك ، لا يكفي أن نؤمن فقط بل يجب أن يثمر إيماننا . لأن الإيمان الذي لا يثمر هو إيمان عقيم و ميت .
5 – مدى إيمان نوح : "بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكاً لِخَلاَصِ بَيْتِهِ" نوح لم يكتفي ان يخلص بنفسه فقط ، كان يهمه أمر عائلته و خلاصهم ، و كان مهتم أن يخلصوا الناس الذين حوله لذالك بقي 120 سنة يبشرهم و يحذرهم . و بالحقيقة هذه وحدة من اهم العلامات أنك مؤمن تهتم لغيرك أن يختبر الإيمان و لديك رغبة داخلية بمشاركة إيمانك مع غيرك .
6 - جزاء إيمان نوح : "بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكاً لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثاً لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ" نوح لم يكن بلا خطية كان خاطي مثل باقي البشر ، لكن لا بد أنه كان يتوب عن خطيته و يعترف به لله . و بالإيمان أخذ البر لأنه آمن و وثق بالله . حتى بالوقت الذي هو ضد المنطق آمن نوح بكلام الله ، و أن الله قادر أن يجيب طوفان على الأرض و كل العالم يدان بسبب فسادهم امام الله.
خاتمة
ما اروع هذه الدروس من الإيمان . 1 – إيمان اساسه قوي متين فيه يقين و تصديق لوعود الله . 2 – إيمان يثق بما يقوله الله حتى لو كان ضد المنطق و العقل . 3 – إيمان دافعه مخافة الله و ليس الخوف من الله . 4 – إيمان مثمر . 5 – إيمان متكلم يريد الكل أن يختبر الخلاص . 6 – الإيمان المبرر المعطي بر و طمئانينة داخلية و سلام " بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجعُ بَلْ أَيْضًا أَنَامُ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِدًا فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي" مزمور 8:4 .
أسئلة نفحص بها إيماننا
1 – ما هو أساس إيماننا ؟
2 – ما هو دافع إيماننا ؟
3 - هل إيماننا مثمر ؟
4 – إلى أي مدى عندنا إيمان و ثقة بالله ؟
Comments