top of page

القداسة

القداسة هي ركن مهم في الحياة المسيحية و على كل مؤمن يجب ان يتحلى بالقداسة. فما هي القداسة ؟

سوف نتكلم عن طرقتين للقداسة :

أولاً، يصبح المؤمن صاحب مقام مقدَّس لحظة قبوله الرب يسوع فإنه يتم فصله لله من العالم (1كو 2:1؛ 11:6). إي باتحاده مع المسيح يتقدس إلى الأبد. وهذا ما قصده مارتن لوثر Martin Luther بقوله: ”إن قداستي هي في السماء“. أي عندما اقبل الرب يسوع المسيح رب و مخلص يغير قلبي الحجري صاحب الأفكار النجسة ، و يعطيني قلب جديد قلب لحمي مليء بأفكار القداسة و يتوق للعلاقة مع الله .

ثانياً : القداسة العملية (1تس4: 3؛ 5: 23). وهذا ما ينبغي لنا أن نكون عليه يوميًّا. نحتاج إلى أن ننفصل عن كل أشكال الشر. وهذه القداسة يجب أن تكون تدريجية، بمعنى أنه يجب أن ننمو أكثر فأكثر على شبه المسيح كل يوم . أريد أن أركز على القداسة العملية ، موضوع القداسة العملية هو موضوع عميق في أهميته ، وهو سؤال يتطلب أنتباه جميع المؤمنين المسيحيين ." هل نحن مقدسون؟ " هل سنرى الرب؟"

مش ممكن أن يكون هذا السؤال بغير وقته .- فالحكيم يقول لنا : للبكاء وقت , وللضحك وقت , للسكوت وقت , وللتكلم وقت. (جامعة 4:3-7)

لكن ليس هناك وقت ولا يوم ينبغي على المؤمن أن يكون غير مقدس . هل نحن كذلك؟ السؤال يلي طرحته يخص كل مراتب و حالات الحياة " البعض أغنياء والبعض فقراء- البعض متعلمون والبعض غير متعلمون – البعض اسياد عمل والبعض عمال.

لكن مافي مرتبة او حالة بالحياة يمكن للمؤمن أن يكون فيها غير مقدس..

اتمنى ان نكون اليوم كلنا نسمع السؤال التالي " كيف هو كشف الحساب بين ارواحنا و الله؟ بهذا العالم الذ ينهدر فيه الوقت بسرعة دعونا نتوقف لكم دقيقة ونفكر بموضوع القداسة . أعرف انه كان يجب أن أختار موضوع أكثر شعبية ولطف. أعرف انه كان يمكن ندرس موضوع آخر ويكون سهل التعامل معه. لكن نحتاج أن نتطلع على حياتنا بعيون الكتاب المقدس . و نفكر بهي الكلمات ": القداسة التي بدونها لن يرى احد الرب:"

1-ماهي القداسة الحقيقية:

ممكن يروح الانسان بتفكيره الى مدى بعيد الا انه لا يصل ابداً الى القداسة الحقيقية " فالقداسة ليست المعرفة وقد امتلكها بلعام . – و لا هي العقيدة الحصيحة و العظيمة وقد امتلكها يهوذا الإسخريوطي . – ولا هي فعل اشياء كثيرة وقد امتلكها هيرودس . – ولا هي الغيرة لبعض الأمور في الدين وقد امتلكها ياهو . - و لا هي الفضيلة و الاحترام الخارجي في السلوك وقد امتلكها الشاب الغني

. ولا هي لاستمتاع باستماع الوعظ وقد امتلكها اليهود ( شعب الله المختار) في ايام حزقيال

رغم كل هذه الأمور اجيدة إلا انه ولا شيء منهن القداسة ، و يمكن لكل واحد منا تكون عنده هذه القائمة كلها و رغم هذا و كله لن يكون مقدس . ولا يرى الرب .

إذن ماهي القداسة الحقيقة العملية؟ انه سؤال من الصعب الأجابة عليه أنا لا اقصد أنه يوجد شح بالكتاب المقدس حول موضوع القداسة لكنني أخاف اني اقدم نظرة قاصرة عن القداسة او لا اذكر كل ما يجب ان يقال.

طيب شو هي القداسة الحقيقية ؟


1القداسة هي التعود على الفكر الموحد مع الله حسب ما نجد فكره موصوف بالكتاب المقدس . التعود على الاتفاق مع قضاء الله. كراهية ما يكرهه_ محبة ما يحبه_ وقياس كل شيء في هذا العالم بحسب مقياس كلمة الله. "" الانسان الذي يتفق اتفاقاً كاملاً مع الله هو اكثر الناس قداسة . و عندما نقرأ الكتاب المقدس باستمرار سوف تتغذى أفكارنا من فكر الله الذي يسود على الكتاب المقدس .

2الانسان المقدس سوف يجتهد للهروب من كل خطية معروفة، وأن يحفظ كل وصية معروفة، يكون له ميل حاسم نحو الله، يكون له رغبة قلبية لفعل مشيئة الله ، يكون عنده خوف من عدم ارضاء الله أكثر من عدم ارضاء العالم او البشر، يكون عنده محبة لجميع طرق الله . يكون حاسس بالذي قاله بولس الرسول (فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. رومية 22:7) وييكون حاسس مع داوود عندما قال (لأَجْلِ ذلِكَ حَسِبْتُ كُلَّ وَصَايَاكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ مُسْتَقِيمَةً. كُلَّ طَرِيقِ كَذِبٍ أَبْغَضْتُ( مزمور 128:119).


3الانسان المقدس سوف يجتهد ليكون مثل ربنا يسوع المسيح . فهو لن يحيا فقط حياة الإيمان به : و يستمد منه كل سلامه و قوته اليوميين : لكنه ايضاً سوف يعمل على أن يمتلك فكر المسيح ، يكون (لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، (رومية 29:8) سيكون هدفه ان يحتمل الأخرين ويغفر لهم تماماً كما غفر لنا المسيح.


4 الانسان المقدس سوف يتبع الوداعة وطول الاناة والطف والصبر والمزايا المسيحية الرئعة والسيطرة على لسانه و سلوكه. إنه سيحمل أكثر ويتحمل أكثر ويتغاضى اكثر ويكون اكثر بطئاً في التحدث عن حقوقه ، ونحن نرى نموذج لامع في سلوك داود عندما " سبه شمعي" و في سلوك موسى عندما تكلم هارون و مريم ضده ( 2صم10:16// عدد3:12)


5الانسان المقدس سوف يتبع ضبط النفس وإنكار الذات . سوف يجتهد لإماتة رغبات جسده – لصلب جسده مع أهوائه و شهواته – يضبط انفعلاته - يكبح ويجمح ميوله للجسدانية خوفاً من انفعلات زمامه في اي وقت . وهذا ينطبق لارواع كلمة قالها الرب يسوع للرسل(«فَاحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ فِي خُمَارٍ وَسُكْرٍ وَهُمُومِ الْحَيَاةِ، اعمال 34:21) وايضاً الكلمات التي قالها بولس الرسول (بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا. 1كو 27:9)


6الإنسان المقدس سوف يتبع الإحسان والطف الأخوي سوف يجتهد لحفظ القاعدة الذهبية بأن يفعل للأخرين ما يردهم أن يفعلوه به ويكلم الخرين كما يردهم ان يكلموه .سوف يكون مملؤ بالشفقة من نحو أخوته من نحو اجسادهم و ممتلكاتهم وأشخاصهم ومشاعرهم و أرواحهم. يقول بولس الرسول في رسالته لاهل رومية 8:13(مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ.)

7– الإنسان المقدس سوف يسعى في أثر مخافة الله .لا اقصد هون خوف العبد الذي يخشى العقاب .ويتكاسل في عمله إذ أمن من عدم اكتشافه . لكنني أعني بالأحرى خوف الابن ، الذي يريد أن يحيا ويتحرك وكأنه دوماً أمام وجه أبيه لأنه يحبه . ما أسمى النموذج الذي يقدمه لنا نحميا !لما صار حاكم الاورشليم كان قادر أن يلزم اليهود ويطالبهم بدفع أمول كرمال يدعموه. فالحكام الذين قبله كانوا يفعلون ذلك . ولو عمل ماكان لحدى حق يلومه .لكنه قال " وأما انا فلم أفعل هكذا من اجل خوف الله" (نحميا15:5)


8- الإنسان المقدس سوف يتبع التواضع . فهو سوف يبغي .في اتضاع ذهن . أن يحسب الآخرين أفضل من نفسه. سوف يلمح في قلبه شراً أكثر من أي شخص آخر في هذا العالم .سوف يدرك شياً من شعور إبراهيم لما قال :"أنا تراب ورماد" – وشعور يعقوب وهو يقول : " صغير أنا عن جميع ألطافك"- و شعور أيوب إذ يقول " ها أنا حقير" و شعور بولس عندما قال : " الخطاة الذي أولهم أنا " كان جون هولي برادفورد" أحد الشاهدين الأمناء للمسبح يقول : " أكثر واحد بأس و خاطي هو < جون برادفورد> .


توضيح :

أنا لا أقول أن القداسة تلغي وجود الخطية . لا. بل العكس تماماً . أن أعظم مآسي الإنسان المقدس هي أنه يحمل معه " جسد الخطية و الموت الذي تسمم بالسقوط " حتى أنه كلما أتى ليعمل خير يرى الشر حاضراً قدامه" و أن الإنسان العتيق يعيق كل حركاته" و انه يحاول أن أن يوقفه عن كل خطوة يتحركها (رومية21:7)

لكن هنالك امتياز عظيم للأنسان المقدس ( ماعنده سلام مع الخطية مش مثل الغير مقدسين فل الإنسان المقدس يكره الخطية ويبكي لما يعملها . وفي كل مرا يخطي يشتاق أن يتحرر من الخطية و سلطانها عليه . وعمل القداسة في داخله يشبه حائط أورشليم – يحتمي به في ضيق الأزمنة" دانيال 25:9 ).


أنا لا قول أن القداسة تصل للنضج و الكمال بطريقة فورية . القداسة هي عمل متنامي . القداسة مثل البذور التي للزرع . البعض جاهزللزرع . و البعض الآخر في مرحلة النمو . و البعض ناضج و يعطي ثمر .

فكل نعمة و موهبة لها بداية . ليت الرب يعطينا أن نبداء حالاً .


٤٣ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
1logo.png
bottom of page